الحمدُ لله ربّ العالمين، أحمدهُ تعالى وأشكرُه وأُثني عليه الخيرَ كلَّه، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ عليه وعلى إخوانِه وآلِه.
إخوةَ الإسلامِ: وحين نتحدثُ عن فشل اليهودِ وجُبنِهم والخلافِ الواقعِ بينهم، أو نحو ذلك من عوامل الضعفِ عندهم، فلا يلزمُ من ذلك أن ننكرَ ما لديهم من قوةٍ وقدرةٍ على التخطيط - وتفوّقٍ في المجالِ العسكري .. وهذه وتلك فَرضَتْهُم كجسمٍ غريبٍ في الأمةِ، ولكن هذه كذلكَ لا ينبغي أن تقعدَ بنا عن الاستعدادِ لمواجهتهم، أو تؤدي بنا للتخوّفِ السلبي حين الحديثُ عنهم - أو تفسيرُ كل حدثٍ لمصلحتهم - كما صنع مؤلف كتاب «أحجار على رقعةِ الشطرنج» أو كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون» أو كتاب «حكومةُ العالمِ الخفية» أو كتاب «اليهودي العالمي» أو مثيلات هذه الكتب التي يُقال: إنها أُلِّفت لمصلحةِ اليهودِ وإن حذّرت منهم، وظهرَ من ينتقدُ هذا الأسلوبَ المعظّم لليهود، وإن كشف شيئًا من مؤامراتهم.
ولعل من المناسبِ حينَ تُذْكَرُ هذه الكتب أنْ نذكُرَ إلى جانبها كُتبًا تتحدث عن انهيار ما يُسمى بإسرائيلَ، ويُعَوِّل مؤلفوها على إمكانية قيام حربٍ أهليةٍ داخلَ المجتمعِ اليهوديِّ حتى تتعادلَ الكفةُ، ونتوازنَ في النظرة.
وكم هي كلمةٌ جميلةٌ، وتعبيرٌ واثقٌ حين يقولُ أحدُ الكتّاب: هل من المصلحةِ أن نتصوّرَ دائمًا أن اليهودَ شَعْبٌ لا يُقهَرُ، لا يُخطئُ، كلّ عملِهم تخطيطٌ، حتى إذا انهزموا قلنا: خططوا للهزيمةِ؟ إن من المصلحةِ أن نرفُقَ بنفسيّاتِ الشعوبِ المسلمةِ ونقولَ لها: إن اللهَ سبحانه وتعالى يُقيمُ لكم الدليلَ بعد الدليلِ على أن اليهودَ