وليس يخفى أفضلية يوم الجمعة، واختصاص هذه الأمة به، وانتظار الناس- في هذا اليوم- للخطيب، والتطلع للخطبة، ومع ذلك تبدو أهمية الخطبة لعدة أمور منها:
أ- إلزام الناس شرعًا بالسكوت والاستماع للخطيب «ومن مس الحصى فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له».
ب- يجتمع للخطباء قطاع عريض من الناس، فيهم الغني والفقير، والمتعلم والجاهل، والصغير والكبير، والصالح والطالح .. ومخاطبة هؤلاء كلهم فرصة لا يتوفر سماعهم وإنصاتهم في غيرها.
ت- خطبة الجمعة أسبوعية، ولذا ينبغي أن يتوفر لها من الصدق والتأثير ما يقتات الناس عليه حتى مجيء الخطبة التي تليها.
ث- وفوق ذلك ينازع خطبة الجمعة في التأثير على الناس منابر، ووسائل أخرى بلغت ذروتها في القنوات الفضائية ذات التأثير السيء على القيم والأخلاق والمعتقدات، وذلك يضاعف من أهمية الخطبة، ويدعو لمزيد العناية بها.
ج- وعماد الخطبة: قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالخطبة توقيع عن الله، والخطيب متحدث باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك تعاظم من مسؤولية الخطيب، ويعطي للخطيب مكانة وأهمية، فلابد من اللهم لما ينقل، والتثبت لما يقال، والدقة في التعبير، حتى لا تزل الفيوم وتزل معها الأقدام!
[[٢] هم الخطبة وقلق الخطيب]
لا شك أن الخطبة هم عند من يحتسبون إفادة الناس، وتوجيههم للخير،