للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة الله في تدمير الظالمين (١)

الخطبةُ الأولى:

إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهدِ اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّمْ عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهمَّ عن الصحابة أجمعين والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

إخوةَ الإيمان: يرى الناظرُ اليومَ على مسرحِ الحياةِ قتلًا وعدوانًا، وتشريدًا وإرهابًا، ويسمعُ الناسُ بينَ الفينةِ والأخرى طبولَ الحربِ تُدقُّ، والمؤامراتُ تُحاكُ في الخفاء، والمستهدفُ الأولُ والأخيرُ هم المسلمون بدينهِم وأنفسِهم ومقدراتِهم، فما أنْ توشكَ عاصفةٌ على النهايةِ حتى يبدأَ الاستعدادُ لأخرى .. وهكذا ..

فماذا أعدَّ المسلمونَ لهذهِ النوازل، وما هوَ موقعُهمْ في خِضَمِّ الصراعِ المُحتدمِ .. وقبلَ ذلكَ هلْ عقلوا سُننَ اللهِ في الكون، وحركةَ التاريخِ في التغيير، ونهايةَ الظلمِ والظالمين، وسننَ اللهِ في النصرِ والتمكين؟

أيها المسلمون: المتأملُ في سننِ اللهِ الكونيةِ يرى أنها جاريةٌ لا تتبدلُ {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} (٢).

والمتأملُ في حركةِ التاريخ يرى أنها لا تتوقف، فثمة أممٌ تفنى وأخرى تنشأ


(١) ألقيت هذهالخطبةُ يوم الجمعة الموافق ٧/ ٦/ ١٤٢٣ هـ.
(٢) سورة فاطر، الآية: ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>