مؤشرةٌ للهممِ العاليةِ والتوفرِ لحفظِ كتاب الله، وبإمكانِ أصحابِ الدورةِ أنْ يقوِّموا نتائجَ الدورةِ ومدى تحقيقِ الهدفِ منها.
ونسمعُ كذلك- عنْ حفظِ «الصحيحين» في دوراتٍ لا تزيدُ مدتُها عنْ سبعينَ يومًا، وهي في هذا العامِ تطبقُ لعامِها الثاني، وهذه كذلكَ مهما كانتْ مكلِفةً للطلابِ فهيَ الأخرى نموذجٌ لعلوِّ الهِمَمِ والعنايةِ بحفظِ السُّنةِ، وعلى القائمينَ عليها أنْ يقوِّموا التجربةَ ويستفيدوا مِنْ ذلكَ لمستقبلِ الأيام، وأجرُهمْ على الله.
ومن المظاهرِ الحسنةِ للفتيات الدورُ النسائيةُ، تلكَ التي يمتدُّ نشاطُها في الصيف، وتُعني بكتابِ الله وما يخدمُهُ من علمٍ وآدابٍ وسلوكياتٍ حسنةٍ أحوجُ ما تكونُ إليها بناتُنا- وجزى الله الجهاتِ المشرفةَ والعاملاتِ فيها كلَّ خير.
وإذا كانتْ تلكَ مظاهرَ حسنةً ومعلنةً فلا شكَّ أنَّ هناكَ مظاهرُ حسنةٌ وغيرُ معلنةٍ يقوم بها أفرادٌ لأنفسهم، فيحفظونَ منْ كتابِ اللهِ أو يقرأونَ في كتبِ العلم ما يستثمرونَ بهِ وقتَ فراغهم، وقدْ حدثني شابٌ في مقتبلِ عمرِهِ أنهُ يقضي ما يقربُ من خمسةَ عشرَ ساعةً في اليومِ للقراءةِ في الكتبِ النافعة، ومعَ ذلكَ فوِردُهُ اليوميُّ مِنَ القرآنِ ثلاثةُ أجزاءٍ، زادَنا اللهُ وإياهُ والمسلمين منْ فضلِهِ، ورزَقَنا العلمَ النافعَ والعملَ الصالحَ، وهلْ تعلمْ أنَّ الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلا بذكرُ الله؟