للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من مشاهد القيامة (١)

الخطبةُ الأولى:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين {مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (٢)، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} (٣)، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، قصّ اللهُ عليه في كتابه {وَيَومَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ} (٤) وأَتبعَهُ بهَولِ الأُمم في ذلك المقام فقال: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (٥).

اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسلين.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (٦).

يا أخا الإيمان: وبدون مقدِّماتٍ دَعْني أذكِّرْ نفسي وإياك بموقفٍ مَهُول، ومشهدٍ عظيم، تنوَّعت أسماؤُه، واتفقتْ حقيقتُه، وكشَفَ القرآنُ الكريم ما يزيدُ على عشرين اسمًا له، إنه يومُ الخُروج: {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٠/ ٤/ ١٤٢٣ هـ.
(٢) سورة هود، الآية: ٥٦.
(٣) سورة الأنعام، الآية: ٣٨.
(٤) سورة الجاثية، الآية: ٣٨.
(٥) سورة الجاثية، الآية: ٢٨.
(٦) سورة لقمان، الآية: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>