للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دلائل الإيمان في القرآن (١)

الحمد لله رب العالمين، خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فالق الحب والنوى، يُخرج الحيَّ من الميتِ، ومخرج الميت من الحي، ذلكم الله فأنى تُؤفكون، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أزكى البشرية وأتقاها، وأعظمها إيمانًا بربِّ العالمين، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن أصحابه الغر الميامين، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

فأما بعد أوصيكم ونفسي بتقوى الله، ولزوم طاعته، فتلك وصية الله للأولين والآخرين {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً} (٢).

أيها المسلمون، ، ويقلبُ العقلاء أفئدتهم وأبصارهم في ملكوت الله العظيم فيزيدهم ذلك إيمانًا بعظمة الخالق، ودقة الصانع: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (٣).

ويتأمل المختصون بعلوم البحار في عالم البحار، وقاع المحيطات، فيرون في اختلاف مياهها ملوحةً أو عذوبةً، حرارةً أو برودةً، وأنواعًا من الحيتان


(١) في ٢/ ٤/ ١٤١٧ هـ.
(٢) سورة النساء، الآية: ١٣١.
(٣) سورة البقرة، الآية: ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>