للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشائر الإسلام في نيجيريا (١)

[الخطبة الأولى]

إنّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينهُ ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسلين، وارضَ اللهمّ عن الصحابةِ أجمعين والتابعينَ ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (٣).

أيها المسلمون: المتأمل في تاريخ الأُمةِ والشعوبِ المسلمةِ يرى أنها مرّت بمرحلةِ القيادةِ والرّيادةِ، ثم انحطّت وتخلّت عنها لتخلفها أممٌ وشعوبٌ غيرُ مسلمةٍ، قُدِّر لها أن تسيطرَ وتستعمرَ وتنهبَ الخيراتِ، وليتَها توقّفت عند حدّ المادّياتِ .. لكنها تجاوزت إلى إفسادِ عقيدةِ الأُمة، وتذويب قِيَمِها والعبثِ بأخلاقِها .. وأنتجت هذه المرحلةُ من الاستعمار جيلًا فاقدَ الهويةِ، ضَحْلَ الثقافةِ الإسلاميةِ، وقد نحج المستعمرُ في توظيف هؤلاءِ لخدمة أهدافِه، فخرج المستعمرون على صيحاتِ الجهاد هنا وهناك .. ولكنهم خلَّفوا أذنابًا لهم؛ حكموا بحكمِهم، وقادوا الشعوبَ بتوجيهِ أسيادِهم، فاستمرَّ قطارُ التغريب في


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٤/ ٥/ ١٤٢١ هـ
(٢) سورة التوبة، الآية: ١١٩.
(٣) سورة الأحزاب، الآيتين: ٧٠، ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>