إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له.
إخوة الإسلام: الأبوان سيدان في بيتهما، ولهما حقُّ التقدير والإكرام من أولادهما، والمعلمُ والمعلمةُ بين طلابهم، لهم المسؤولية الكبرى في التعليم والتربية، وعلى طلابهم أن يحترموا علمهم ويقدروا جهودهم، وكذا المسؤول في دائرته، والتاجر بين أجرائه، وكلُّ صاحبِ مسؤولية مهما كبرت أو صغرت مسؤوليتهم، كل هؤلاء يمكنهم أن يفرضوا على الآخرين احترامهم بحسن خُلقهم، وتقدير مشاعر الآخرين الذين يتعاملون معهم -ولو كانوا أقلَّ منهم منزلة. وبإمكانهم -كذلك - أن يفرضوا شخصياتهم بالقوة والقسر على من دونهم، ويلزموهم بطاعتهم ظاهرًا، وإن كرهوهم أو خالفوهم باطنًا.
هذان -معاشر الإخوة - نمطان وأسلوبان مختلفان في أسلوب تعامل الكبير مع الصغير، أو المعلم مع الطالب أو الرئيس مع المرؤوس، وكما الفرق كبيرٌ في أسلوب التعامل، فالفرق كبيرٌ في النتائج والآثار.
فالأبوان اللذان يتعاملان مع الأولاد بروح الأبوة الحانية المعلمة، فيعلمان أولادهما بالحسنى، ويتيحان لهم فرصة النقاش فيما يشكل عليهم، أو تخفى عليهم
(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٥/ ١٠/ ١٤١٩ هـ.