وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له لا يُغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، وما يَعْزُبُ عن ربّك من مثقالِ ذرةٍ في الأرضِ ولا في السماءِ ولا أصغرَ من ذلكَ ولا أكبرَ إلا في كتابٍ مبين، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسوله، ابتلاه ربُّه فصبرَ وشكر، وحطّ للأُمةِ منهجَ الاستقامةِ محفوفًا بالصبرِ والشكر.
وهو القائل «عجبًا لأمرِ المؤمنِ، إن أمرَه كلَّه له خيرٌ، إن أصابتْهُ سَرّاءُ شكرَ، فكانَ خيرًا له، وإن أصابتْهُ ضراءُ صبرَ فكان خيرًا، وليسَ ذلكَ لأحدٍ إلا للمؤمن». اللهمّ صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسلينَ.
إخوةَ الإيمان ..
الوقفة السابعة:(حاجتُنا إلى الصبرِ):
ما أحوجَنا إلى الصبرِ في هذه الحياةِ بحلوها ومُرِّها، وعاجِلِها وآجلِها، إننا بحاجةٍ إلى الصبرِ على طاعةِ الله بتكاليفِها وديمومتِها، وحُسنِ أدائها، وانتظار جزائها من اللهِ، وبحاجةٍ إلى الصبرِ عن معاصي اللهِ بإغراء المعصيةِ وبريقِها الخادع .. وضعفِ النفوسِ أمامَ مغرياتِها ووسوسةِ شياطينِ الإنسِ والجنّ لاقترافِها.
وبحاجةٍ إلى الصبرِ على أقدارِ اللهِ المؤلمة .. بمرارِتها ومفاجأتها وتتابُعِها.
قال العالِمُون: الصبرُ صبران: صبرٌ عن معصيةِ اللهِ، فهذا مجاهدٌ، وصبرٌ