للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أول ما يرفع من هذه الأمة (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله رب العالمين، {نزل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} (٢).

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وصف الصفوة من عباده ورسوله إمام المتقين وقدوة الخاشعين المخبتين بالمسارعة للخيرات، وامتدحهم بالخشية والخشوع، فقال جل من قائل عليمًا {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين} (٣).

وأشهد أن محمدًا عبده، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن آله المؤمنين وصحابته الغر الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد فاتقوا الله معاشر المسلمين {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه} (٤) {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} (٥). إخوة الإيمان كثيرة هي الألفاظ التي نمر بها في كتاب الله دون أن


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٣/ ٦/ ١٤١٦ هـ.
(٢) سورة الزمر، الآية: »، ٢٣.
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ٩٠.
(٤) سورة الطلاق، الآية: ٢، ٣.
(٥) سورة يوسف، الآية: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>