الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، أحمدُه تعالى وأشكرُه وأُثْني عليه الخيرَ كلَّه ..
أيها المؤمنون:
١ - وليس يَخْفَى أن الحملةَ على المرأةِ والتشكيكَ بالقيمِ، قديمةٌ، ومَن تتبَّع ما نُشِر في الصحف -قديمًا- رأى أن طبولَ الحربِ كانت تُقرَعُ منذُ زمنٍ، ولا مانعَ من ذكرِ نموذجٍ عاصره سماحةُ شيخِنا العلامةُ عبدُ العزيز بنُ باز رحمه الله، وكانت له فيه وقفةٌ حَفِظَها التاريخُ، وفتوى مدوَّنةٌ في الكتب، ففي عام ١٤١٢ هـ كتبتْ كاتبةٌ في جريدةِ عُكَاظ تنتقدُ من يعتقدُ أن المرأة ناقصةُ عقلٍ ودينٍ، وأن الرجالَ قوَّامونَ على النساء؟ فأصدرَ الشيخُ فتواه بالكاتبةِ والجريدةِ وهذا نصُّها:«لقد دُهِشتُ لهذا المقالِ الشنيع، واستغربتُ جدًا صدورَ ذلك في مهبطِ الوحي، وتحتَ سمعِ وبصرِ دولةٍ إسلامية تُحكَمُ بالشريعةِ الإسلامية وتدعو إليها، وعجبتُ كثيرًا من جُرأةِ القائمين على هذه الجريدةِ، حتى نشروا هذا المقالَ الذي هو غايةٌ في الكفرِ والضلالِ والاستهزاء بكتابِ الله وسنَّةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم، والطعنَ فيهما» ثم قال عن الجريدةِ: «وليس هذا ببِدْعٍ على القائمينَ على هذه الصحيفةِ، فقد عُرِفَتْ بنشرِ المقالاتِ الداعيةِ إلى الفسادِ والإلحادِ والضَّررِ العظيمِ على المجتمع، كما عُرِفَت بالحقدِ على علماءِ الإسلام والاستطالةِ في أعراضِهم والكذبِ عليهم».
واختتم الشيخُ رحمه الله فتواه الطويلةَ بقوله: إن هذه الصحيفة قد تجاوزتِ الحدودَ واجترأتْ على محاربةِ الدِّين والطعنِ فيه بهذا المقالِ الشنيع جرأةً لا يجوزُ السكوتُ عنها، ولا يَحِلُّ لوزارةِ الإعلام ولا للحكومةِ الإغضاءُ عنها، بل يجبُ قطعًا معاقبتُها معاقبةً ظاهرةً بإيقافِها عن الصدور، ومحاكمةِ صاحبةِ الَمقالِ،