للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله القوي العزيز وأشهد أن لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، يعز من يشاء ويذل من يشاء، ومن يهن الله فما له من مكرم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل من صبر وجاهد حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم عليه وارض اللهم عن أصحابه والتابعين من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيها الإخوة المؤمنون حرب الأحزاب على غزة حرب ظالمة فاجرة ظهرت فيها أحقاد اليهود، وصليبية النصارى وإرجاف المنافقين، وأتي أهل غزة من فوقهم ومن أسفل منهم، زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وتجرد الإيمان ونطق المؤمنون {هذا ما وعد الله ورسوله}، أعادت غزة لنا صوت الكفاح، ورفرفت راية الجهاد، وما كان ربك نسيًا دافع الله عنهم {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}، وأصاب عدوهم بالرعب {وقذف في قلوبهم الرعب} كيف لا؟ والقادة الميدانيون من اليهود يقولون إن معركتنا مع أهل غزة معركة أشباح جنود لا ندري من أين يخرجون، لقد أخافونا، ودب الذعر في جنودنا، يا الله لقد بطل عمل القاذفات على أصواب التكبير، وربما انضاف إلى المعركة جنودًا آخرون وما يعلم جنود ربك إلا هو، وربنا يدافع عن الذين آمنوا ولا يحب كل خوان كفور.

أجل لقد خلفت الحرب الظالمة أزيد من ألف وثلاثمائة شهيد، وأكثر من خمسة آلاف جريح .. إنها أرقام مهولة بكل المقاييس كيف لا وقد كتب على بني إسرائيل أن من قتل نفسًا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعًا، وكتب عليهم أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص، فمن يا ترى يقاص يهود؟ ومن سيطالب بمحاكمة مجرمي الحرب في دولة يهود؟ ومع عظيم الخسائر وبكاء الشجر والحجر - فضلاً عن

<<  <  ج: ص:  >  >>