للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

فإذا عرفت فضل الدعاء وأهميته فينبغي أن تعرف أن للدعاء آدابًا وسننًا، تخفي على كثير من الناس، ومعرفتها والعمل بها سبب في استجابة الدعاء بإذن الله.

فمن آداب الدعاء أن يبتدأ الداعي دعوته بحمد الله والثناء عليه والاعتراف بتقصير العبد وحاجته إلى الله، وقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو ويقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال (صلى الله عليه وسلم) «لقد سألت الله تعالى بالاسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب».

وفي رواية: «لقد سألت الله باسمه الأعظم» (١). بما هو أهله وتأمل في دعاء ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب له (٢).

وإذا كان هذا الثناء على الله في بدء الدعاء، فمن آداب الدعاء وسننه كذلك أن نختمه بالصلاة والسلام علي الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في الحديث لا يزال الدعاء معلق بين السماء والأرض حتى يصلي الداعي على الرسول، فإذا صلى رُفِعَ الدعاء. وفي صحيح الجامع «كل دعاء محجوب حتى يُصَلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم».

فهل تعمل بهذا الأدب في الدعاء في البدء والنهاية إن ذلك أرجى للقبول وأدعى لفتح أبواب السماء.


(١) رواه الترمذي وقال: حديث حسن (الأذكار/ ٣٣٦).
(٢) رواه الحاكم وقال، صحيح الإسناد (الأذكار/ ٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>