إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ منْ شرورِ أنفسِنا ومنْ سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِ اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُه، اللهم صلِّ وسلمْ عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسلين، وارضَ اللهمَّ عنْ الصحابةِ أجمعين والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ وسلِّمْ تسليمًا كثيرًا.
عبادَ الله: الحِيلُ والتحيُّلُ مما عَمَّتْ بهِ البَلْوى في هذا الزمنِ، والمسلمُ الحقُّ هو الذي يخافُ اللهَ ويراقبُه في كلِّ ما يعملُ أو يذَر، وحينَ يغيبُ الخوفُ من عقابِ اللهِ أو منْ عقوبةِ الدنيا، ويُفتنُ الناسُ بالدنيا فلا يُبالي المرءُ بما جمعَ أمِنْ حلالٍ أو منْ حرام، وحينَ تضيعُ الحقوقُ وتُنسى الواجباتُ وتهدرُ كراماتُ بني آدم، هنا يروجُ سوقُ الحِيَل وترتفعُ أسهمُ المحتالين، بل ربما انتكستِ الفِطرُ، فينظرُ إلى منْ يتورعُ عن الحيلِ بأنه إنسانٌ بسيطٌ أو مسكينٌ لا يجيدُ التعاملَ مع الناسِ، ولا يستفيدُ منَ الفُرَصِ .. أو نحوِ ذلكَ منْ عباراتٍ تُطلَقُ جُزافًا وتروّجُ للمنكر، وتوسعُ دائرةَ الحيلِ والمحتالين.
ومن هنا فلا بدَّ من التنبيه على مثلِ هذه الحيلِ وأنواعِها، وموقفِ الشرعِ منها، فما معنى الحيل؟ وما ضابطُها، وما أنواعُها؟
(١) ألقيت هذهالخطبةُ يوم الجمعة الموافق ٢٧/ ٧/ ١٤٢٣ هـ.