للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢) عبودية الضراء (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر النبيين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اتقوا الله، معاشر المسلمين، وراقبوه، واعملوا بطاعته، واجتنبوا معاصيه، واستعينوا بالصبر والصلاة، إن الله مع الصابرين، واستجيبوا لنداء ربكم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٢).

إخوة الإسلام، وإذا سبق الحديث عن بعض مفاهيم الصبر، وحقائقه، ومدى الحاجة إليه، وارتباطه بمقامات الدين كلها، وتقدمه على الأخلاق الفاضلة جميعها، فإنني أستكمل اليوم معاني ومفاهيم أخرى حول الصبر، وأبتدئ بأنواع الصبر على البلايا والمحن، وأعلى مراتب الصابرين المحتسبين.

قال العارفون: هناك مصائب تجري على العبد دون اختياره، كالمرض، وموت العزيز عليه، وأخذ اللصوص ماله، ونحو ذلك مما يُثاب المسلم على الصبر عليه، وإن كان وقع بغير اختياره، وإنما يُثاب على الصبر عليها، لا على


(١) في ٢/ ١١/ ١٤١٦ هـ.
(٢) سورة الحشر، الآية: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>