للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فشلُ اليهود ونهايتُهم (١)

[الخطبة الأولى]

الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، يُقلِّبُ الليلَ والنهارَ، إنّ في ذلك لعبرةً لأولي الأبصار، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، يُدِيلُ المسلمينَ على عدوِّهم ثم يُديل عدوَّهُم عليهم، وتلك سُنةٌ ربانيةٌ ماضيةٌ تتجددُ {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (٢).

وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه، مَرّت حياتُه بالضّراءِ والسّراءِ وتقلّبَ - هو وأصحابُه - بالظّفْرِ والنصرِ تارةً، وبالمصيبةِ والهزيمةِ تارةً أخرى {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (٣).

اللهمّ صلِّ وسلم عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسَلينَ، وارضَ اللهمَّ عن أصحابِه والتابعينَ وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

عبادَ الله: اتقوا اللهَ حق تُقاتِه ولا تَمُوتُنّ إلا وأنتم مسلمون، واتقوا الله ويُعلّمكمُ الله، ومن يتّقِ الله يجعلْ له مَخْرَجًا، وربُّكم أهلُ التقوى وأهلُ المغفرة.

أيّها المسلمونَ: نخطئُ أحيانًا حين نُعظِّم أعداءنَا، ونبالغُ في وَصْفِ قوّتِهم وجبروتِهم إلى حدٍّ نُصيبُ به أنفسَنا بالإحباط، ونقعدُ بها عن المقاومةِ والاستعداد، ونضيفُ إلى قوةِ العدوِّ قوةً وهيبةً، ما كان لنا أن نَمنَحُهم إيّاها - لولا ضعفُنا وتخويفُ الشيطان لنا، واللهُ تعالى يعلّمُنا أن لا نخافَ العدوَّ إذا


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٣/ ٧/ ١٤٢١ هـ
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٤٠.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>