للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (١٠) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (١١) وَيَصْلَى سَعِيرًا (١٢) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (١٣) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا} (١).

أجل، لقد كانَ رسولُ الهدى صلى الله عليه وسلم يربطُ بين الفرحتينِ ويذكّرُنا بفرحةِ الآخرةِ حينَ يخبرنا بفرحةِ الدنيا، وهو القائل: «للصائمِ فرحتانِ: فرحةٌ عند فِطره وفرحةٌ عند لقاءِ ربِّه» (٢).

أيها المسلمونَ، أيها الصائمونَ: ورحمةُ ربِّنا واسعة، ورجاءُ المسلم بربِّه كبيرٌ، وأسألُ اللهَ أن ينقلكم من فرحةِ الدُّنيا إلى فرحةِ الآخرةِ، وربُّنا غفورٌ شكور، وإذا نهى المسرفينَ على أنفسهِم بالمعاصي أن يَقْنَطُوا من رحمته وهو القائل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (٣) فغيرهم ممن عملَ الصالحاتِ أولى بالرجاءِ، وقد كانَ السلفُ الصالحُ يستحبونَ الحديثَ عن الرجاءِ على إثرِ عملِ الصالحات.


(١) سورة الانشقاق، الآيات: ١٠ - ١٥.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب فضل الصوم من حديث أبي هريرة برقم (١٩٠٤)، ومسلم (١٥١١) (١٦٤) كتاب الصيام، باب فضل الصيام.
(٣) سورة الزمر، الآية: ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>