إخوة الإسلام، حرم الله الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرمًا، والله لا يحب الظالمين، ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون، وكم في هذا الكون من ظلم وظلمات، ودعونا نقف اليوم على جانب من الظلم يقع على فئة كبيرة في المجتمع .. وهذا الظلم قديم يتجدد، لكن بصور وأنماط مختلف في شكلها وربما اتفقت في مضمونها .. إنه ظلم المرأة .. فقد ظلمتها الجاهليات القديمة، وتظلمها الجاهليات المعاصرة .. تظلم المرأة من قبل الآباء، والأزواج وتظلم من قبل الصويحبات والحاسدات، بل وتظلم المرأة من قبل نفسها أحيانًا .. تظلمها الثقافات الوافدة، والعادات والتقاليد البالية، تظلم المرأة حين تمنع حقوقها المشروعة لها، وتظلم حين تعطى من الحقوق ما ليس لها .. إنها أنواع وأشكال من الظلم لا بد أن نكشف شيئًا منها، وتخلص إلى عظمة الإسلام في التعامل معها وضمان حقوقها والاعتدال في النظرة إليها ..
أجل إن ظلم المرأة قديم في الأديان القديمة والشعوب والأمم المختلفة، فهي عند الإغريق سلعة تباع وتشترى في الأسواق، وهي عند الرومان ليست ذات روح، فهم يعذبونها بسكب الزيت الحار على بدنها، وربطها بالأعمدة، بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيل ويسرعون بها حتى تموت، والمرأة عند القدماء من الصينيين من السوء بحيث يحق لزوجها أن يدفنها وهي حية ولم تكن المرأة -عند الهنود- ببعيد عن ذلك، إذ يرون أن الزوجة يجب أن تموت