يوم موت زوجها، وأن تحرق معه وهي حية، على موقد واحد، وكذا الفرس فللرجل حق التصرف فيها بأن يحكم عليها بالموت أو ينعم عليها بالحياة .. ولم تكن حال المرأة بأسعد من ذلك عند اليهودية المحرفة وكذا النصرانية، فهي عند اليهود لعنة لأنها أغوت آدم، وإذا أصابها الحيض فلا تجالس ولا تؤاكل، ولا تلمس وعاء حتى لا يتنجس! ، كما أعلن النصارى أن المرأة باب الشيطان وأن العلاقة معها رجس في ذاتها (١).
ومن جاهليات العجم إلى جاهلية العرب، حيث كانوا يتشائمون بمولدها، حتى يتوارى أحدهم من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب، بل شهد القرآن على وأدهن وهن أحياء {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} كانت تظلم وتعضل في ميراثها وحقوقها، وكانت ضمن المتاع الرخيص للأب أو الزوج حق التصرف فيها ..
ومن الجاهليات القديمة إلى الجاهليات المعاصرة حيث ظلمت المرأة باسم تحريرها، سلبت العبودية لخالقها واستعبدها البشر، واعتدوا على كرامتها، وفتنوها وأخرجوها من حضنها الدافئ، وحرموها لذة الأمومة، وعاطفة الأبوة، فهامت على وجهها تتوسل للذئاب المفترسة، وربما كدحت وأنفقت حتى تظل مع عشيقها .. وربما سارع للخلاص منها لينظم إلى معشوقة وخادنة أخرى.
أيها المسلمون .. جاء الإسلام لينصف المرأة ويصلها بخالقها، ويرشدها إلى هدف الوجود وقيمة الحياة، وليصف لها حياة السعادة في الدنيا والآخرة {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ونزل القرآن ليعلمن ضمان حقوق المرأة