للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خير القرون (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه.

اتقوا الله عباد الله- ومن يتق الله يجعل له مخرجًا.

واخشوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفسه بما كسبت وهم لا يظلمون.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} (٢).

إخوة الإسلام وما أحوج الأمة إلى مُثُلٍ ونماذج صادقةٍ تحذو حذوها، ورجالاتٍ ذات هممٍ صادقةٍ وعاليةٍ يقتدى بها، ويُستضاء بتاريخها.

وفي أمةِ الإسلام نجومٌ ومصابيحُ دجى أشرق نورها فترة من الزمن في هذا الوجود، ولئن ماتوا بأجسادهم فلا زال تاريخُهم ولن يزال غضًا طريًا يستنهض الهمم ويجلو الريب، ويبعث على الجهاد والتضحية في سبيل الله، إنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير القرون، وأولئك القومُ الذين اختارهم الله لصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وخصهم بفضل الصحبة- دون سواهم- وما كان اختيارهم على غيرهم فُرُطًا، بل كان قدرًا- من عند الله- مقدورًا.


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٩/ ٤/ ١٤١٨ هـ.
(٢) سورة الحج، الآيتان: ٩، ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>