للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله إمام المتقين وخيرةُ الآمرين والناهين، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياءِ والمرسلين.

عباد الله: ويرتبط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضائلُ ومزايا حريَّةٌ بأن تدعو المسلم للحصول عليها، إذا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر - على علم وبصيرةٍ بما يأمر به وما ينهى عنه، وبحلم وصبر -كما سيأتي البيان- ومن هذه الفضائل والمزايا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من علامات إيمان العبد - كما مرّ في الآية السابقة، وفي حديث عبد الله بن مسعود عن الخلوف التي تخلف؛ يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، قال صلى الله عليه وسلم: ((فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبةُ خردل)) (١).

ويقول الإمام أحمدُ موضحًا الفرق بين المؤمن والمنافق في القيام بواجب الأمرِ والنهي: يأتي على الناس زمانٌ يكون المؤمنُ فيه بينهم مثل الجيفة، ويكون المنافقُ يُشار إليه بالأصابع.

قال الراوي -عمرُ بنُ صالح -: يا أبا عبد الله! وكيف يشار إلى المنافق بالأصابع؟ يا أبا حفص! صيروا أمر الله فضولًا، وقال: المؤمنُ إذا رأى أمرًا بالمعروف أو نهيًا عن المنكر لم يصبر حتى يأمر وينهى، يعني: قالوا: هذا فضول،


(١) رواه مسلم ح ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>