[الخطبة الثانية]
الحمدُ للهِ ربّ العالمين، أمَرَ بالعَدْلِ والإحسان، ونهى عنِ الفحشاءِ والمُنْكَر، وأشهد أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، يُمهِل ولا يُهمِل، وأخْذُه أليمٌ شديدٌ، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه، دعا الأمةَ إلى معالي الأمورِ، ومَكارمِ الأخلاق، ونهاها عن الفواحشِ والآثام، اللهمّ صلّ وسلّم عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسلين.
إخوةَ الإسلام: وأهلُ الغناءِ والمِزْمار، وأصحابُ السهراتِ والرّقصاتِ هم مُخدِّرون للأمة، ومُعوِّقون لمسيرتِها نحو مَراقي العِزّةِ والكرامةِ، وكم تسلَّل العدوُّ إلى ديار المسلمين وهم غارقون في شُربِ الكأس ومُخَدّرون في سماع أنغام الخِلِّ والحَبيب .. ؟ ! وكذلك ضاع الأقصى، وأرسلَ اليهودُ أسرابَ الطائراتِ تقصفُها في وقتٍ كنّا نُرسِلُ ألحانَ الغناءِ ونتمايلُ، وكأنّ نَصرَنا فوقَ الثُّريا - وحلّتِ النكبةُ لعدّة عواملَ، كان من بينها لَهْوُنا حين جَدّ الآخرون، وتصويرُ الهزيمة والضّياع نصرًا، واستفاق الناسُ على أَصْدَاءِ الحقيقةَ هَزيمةً وضَياعًا وتشرُّدًا، وصاغ شاعرُ الأقصى مشاعرَ الأسى عَبْر قصيدةٍ أسماها «خَدِّريهم يا كوكبَ الشرق» ومما قال فيها:
كَوكبَ الشّرقِ لا تَذُوبي غَراما ... ودَلالًا وحُرقةً وهُياما
لا ولا تَنفُثي الضَّياعَ قصيدًا ... عبقريًا أو تُرسِلي الأَنغاما
فَدِماءُ الأحبابِ في كلِّ بيتٍ ... تَتنَزّى وتبعثُ الآلاما
وجراحُ الأقصى جِرَاحُ الثّكالى ... ودموعُ الأقصى دُموعُ اليتامى
إلى قوله:
مَنحوكِ الإعجابَ يا وَيْحَ قومي ... وعلى الصَّدْرِ علّقوكِ الوِسَاما
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute