للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله رب العالمين خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمر بالتعاون على البرِّ والتقوى ونهى عن الإثم والعدوان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خيرُ الناسِ للناس، وخيرُ الأزواجِ للزوجات، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

إخوة الإسلام! من دعائم بناء الأسرةِ المسلمة وقايتها من النار، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة} (١).

عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: قوا أنفسكم، وأمروا أهليكم بالذكر والدعاءِ حتى يقيَهم اللهُ بكم، ويروى عن عمر رضي الله عنه أنه لما نزلت هذه الآيةُ قال: يا رسولَ الله: نقي أنفسنا، فكيف لنا بأهلينا، فقال: تنهونهم عما نهاكم الله وتأمرونهم بما أمر الله. وقال بعضُ المفسرين- تعليقًا على هذه الآية: علينا تعليمُ أولادنا وأهلينا الدين والخير، وما لا يُستغنى عنه من الأدب، وهو قوله تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} ونحو قوله: {وأنذر عشيرتك الأقربين} (٢).

أيها الراعي مسئوليتك في الرعاية عظيمة يعنيك منها قوله صلى الله عليه وسلم: ((والرجل راع في أهله ومسئولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسئولةٌ عن رعيتها)) (٣).

أيها المسلمون! مع كلِّ ما سبق من دعائم لبناء الأسرة المسلمة فثمة دعامة رابعة تحتاج إليها الأسرة لتماسكها وضمان مسيرتها، الإصلاح حين نشوءِ الخلاف،


(١) سورة التحريم، آية: ٦.
(٢) القرطبي ١٨/ ١٩٤، ١٩٥.
(٣) متفق عليه، رياض الصالحين ص ١٥١، م ١٨٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>