للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسارعة للخيرات، واغتنام فرص الطاعات (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ...

عباد الله: تختلف هممُ الناس واستعدادُهم لفرص الخيرات، كما يختلف نوعُ مسعاهم في تحصيل الأجر حين يكون موسمُ الطاعات، فهناك ذو الهمة الضعيفة والعزم المتراخي، وهناك الغافل اللاهي، وهناك المنافق والمرائي، وهناك أصحابُ الجدِّ والهمم العالية والإخلاص والمتابعة.

وبالجملة، فمواسم الطاعة وفرص العبادة تحتاج - فيما تحتاج إليه - إلى مبادرة ومسارعة، وإلى حسن نيةٍ، وقصدٍ حسن، هذا قبل العمل، وتحتاج بعد العمل إلى صدقِ المتابعة، ولزوم السنة فيما يعمل أو يدع، وسؤال الله القبول، والتجاوز عن الخطأ والتقصير.

أما المبادرة، فقد جاء الأمر بها والحثُّ عليها في أكثر من موضع من كتاب الله وبأكثر من عبارة، وكلها تحثُّ الخُطى، وتدعو للمسارعة، والمسابقة، والمنافسة؛ قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (٢).

وقال تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} (٣).

{وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (٤).


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٢/ ٨/ ١٤١٩ هـ.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٣٣.
(٣) سورة البقرة، الآية: ١٤٨.
(٤) سورة المطففين، الآية: ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>