الحمد لله رب العالمين يعز من يشاء ويذل من يشاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ما يشاء ويحكم ما يريد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وتركها على محجة بيضاء، لا يزيغ عنها إلا هالك .. اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر المنذرين.
أما بعد أيها المسلمون فإذا كانت هذه بعض معالم القرآن عن اليهود، فثمة معالم أخرى تكشف حقيقة وتاريخ اليهود، وتبين من جانب من إعجاز القرآن الكريم، وتحقق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم في هؤلاء الأقوام.
ومن هذه المعالم: نقض العهود والمواثيق من جبلتهم والحرص على الحياة والتخاذل عند اللقاء طبع فيهم، عداوتهم للإنسانية عامة وللمؤمنين خاصة، وتسليط الشعوب والأمم عليهم كلما اشتد فسادهم، والتفرق والشتات والخلاف ماض في اليهود .. إلى غير ذلك من معالم أرجأ الحديث عنها إلى خطبة لاحقة بإذن الله.
ويبقى السؤال المهم: متى يتحقق وعد الله الصادق في اليهود؟ وأستعجل الإجابة عليه قبل إكمال حقيقة اليهود، واستيفاء المعالم الأخرى حتى تنشرح الصدور، ويذهب ركام اليأس والإحباط المسيطر على بعض القلوب، وأرجو أن يكون ذلك داعيًا ومهيئًا لاستكمال الحديث عنهم لاحقًا.
وأبدأ إجابة السؤال بوقفة إيمانية جميلة لصاحب الظلال وهو يقف عند معنى قوله تعالى {وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب} .. الآية، حيث قال سيد قطب رحمه الله: ولقد يبدو أحيانًا أن اللعنة قد