توقفت، وأن يهود قد عزّت واستطالت! وإن هي إلا فترة عارضة من فترات التاريخ ولا يدري إلا الله من ذا الذي سيسلط عليهم في الجولة القادمة (١).
ويقول صاحب كتاب (مكائد يهودية عبر التاريخ):
في دوامة الأحداث الجسام التي خطط لها اليهود في العالم، وعملوا على تنفيذها بما عرف عنهم من مكر وخبث ودهاء، وعمل دائب في الظلام بعيدًا عن الأنوار الكاشفة، ومع الظفر الذي حققوه في العالم لقسط كبير من أهدافهم، ومع الأشواط التي قطعوها في مراحل سيرهم لفرض سلطانهم على العالم، وضمن هذه الزوبعة التاريخية التي مشت في صالح اليهودية العالمية وضد المسلمين طوال حقبة من الزمن، نجد الذين لا خبرة لهم بمفاجآت الأحداث التاريخية التي يجريها الله وفق سننه الدائمة، ولا الإيمان عندهم بما يقضيه الله ويقدره كلما احلولك على الإنسانية ليل الفساد المستشري، قد يخيل إليهم أن نجم اليهود سيظل في صعود مطرد حتى يحققوا أحلامهم البعيدة دون أن ينقلب عليهم ظهر المجن، ودون أن تحل بهم نقمة الله، ويبعث عليهم من يسومهم سوء العذاب، جزاء ما اقترفوه من إثم الإفساد والتضليل في حق جميع الأمم والشعوب.
إن هذه التخيلات لا بد أن تتبدد في قلوب المؤمنين، ليحل محلها الثقة بعدل الله، والأمل بنصره المبين لأوليائه على أعدائه، مهما طالت فترة الابتلاء، ومهما امتد أجل العقوبة الربانية للمسلمين الذين تنكبوا طريق الهداية، واستجابوا لدعاة الضلال، وتأثروا بزخرف الحياة الدنيا وزينتها، ومظاهرها الفاتنة، فسلط الله عليهم بذنوبهم أمةً طردها الله من رحمته وغضب عليها،