الحمدُ لله ربِّ العالمين مالكِ يومِ الدين، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وليُّ الصالحين، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه إمامُ المتقين، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ عليه وعلى سائرِ النبيين.
أيها المؤمنون: ومن مجاعةِ القرنِ الأول الهجريِّ وكيف تجاوزَ المسلمون مِحنةَ الرمادةِ .. أتحدَّثُ إليكم عن مجاعةِ القرنِ الخامسَ عشرَ الهجريِّ .. والكارثةِ الواقعةِ والمتوقَّعة في بلادِ الأفغان، وليس يخفى أنَّ البلاد -وطوالَ ما يقرُبُ من ربعِ قرنٍ تعيش حربًا متواصلة .. فَقَدَ فيها عددٌ من الأُسرِ عائلَها، وهاجرتْ أعدادٌ أخرى من مساكنِها، وأصبح عددٌ ثالثٌ لا يملكُ من الحياةِ إلا خيمةً لا تكادُ تتوفَّرُ فيها عددٌ من ضَرُورياتِ الحياة فضلًا عن كماليّاتِها .. وأصبح مع الأسفِ عددٌ من هذه الأُسَر فريسةً لمنظَّماتٍ تنصيرية جاءتْ إلى أفغانستانَ تحت عباءةِ الإغاثةِ الإنسانية؟
لقد عانى الشعبُ الأفغانيُّ كثيرًا في جهادِه ضدَّ المحتلِّين الرُّوس، ولكن انتصارَه في النهايةِ على الروس -وبدعمٍ من العالم الإسلامي- أنساه بعضَ معاناتِه، لكنه عادَ من جديدٍ يتحمَّلُ ويلاتِ الحرب ويتجرَّعُ بكلِّ مرارةٍ الصراعَ بين الفصائلِ الأفغانية بعد طردِ الروس.
ولم يكدْ يَذُقْ طعمَ الاستقرار بعد إزاحةِ هذه الفصائلِ وتوحيدِ معظم البلاد على يدِ (طالبان) حتى قُرِعَت طبولُ الحربِ الأمريكية ومعها الحلفاءُ ضدَّ هذا البلدِ المسلم؟
أجلْ، لقد أكلتِ الحروبُ السابقةُ الأخضرَ واليابس، ثم جاء الجفافُ ليضربَ كلَّ ما تبقَّى، ويتركَ الأسرةَ الأفغانية مجرَّدةً من معظمِ أسباب الحياة ..