الحمد لله رب العالمين، له الحكم في الأولى والآخرة، وإليه ترجعون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى إخوانه من النبيين، وعلى عباد الله الصالحين.
أما بعدُ، فمن الامتحان في الأخرى إلى الامتحان في الدنيا أذكركم، وفي هذه الأيام تطل الامتحانات برأسها على الطلبة والطالبات، وفي أجوائها أقف مذكرًا البيت والمعلم والطلاب بالأمور التالية، فأما البيت فأذكره بما يلي:
١ - هناك إفراط أو تفريط في رعاية أبنائهم أيام الامتحانات، فبيتٌ لا يكترث بالامتحانات، ولا يهمه كثيرًا أنجح أولادهم أم رسبوا، وربما كان هذا شأنهم معهم في كثير من أمور حياتهم، وبيتٌ آخر يبلغ به الاهتمام حدَّ السرف، وربما أمَلَّ الأولاد، ونفَّرهم، حتى وإن تظاهروا بالدراسة أمامهم، وإن حملوا الكتب في حالة مراقبتهم. وإذا رُفض الأسلوب أو ذاك فالمتابعة واللين والحكمة في التربية والتوجيه هي الطريق لصلاح الأولاد، واستفادتهم بإذن الله.
٢ - وليس من سمات البيت المسلم أن يقتصر في متابعة البنين أو البنات في حال دون حال، أو يقصروا اهتمامهم وتوجيههم على الدراسة والامتحانات فحسب، بل ينبغي أن يكون الاهتمام مستمرًا، والمتابعة والتوجيه والنصح شاملاً.
٣ - والبيت رديف للمدرسة في مسألة التربية والتوجيه، ولذا ينبغي ألا يعيش الطالب والطالبة حالة تناقض، فما تبنيه المدرسة تهدمه البيوت ... وما يأخذه الدارسون في المدارس من توجيهات تربوية تذهب أدراج الرياح في ضوء