للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمدُ لله رَبِّ العالمين، أرسل إلينا أفضل رسله، وأنزل علينا خير كتبه، وجعل أمتنا خير الأمم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله - اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

إخوة الإيمان: وإذا تقرر أن ديننا خيرُ الأديان، وكتابنا مهيمنٌ على الكتب قبله، ونبينا خاتمُ الرسل، وقد أمَّ الأنبياء في رحلة الإسراء، وعُرج به إلى السماوات العُلى. فماذا يُقال عن أمةِ الإسلام، وما الفرقُ بينها وبين الأمم الأخرى؟

لقد حكم الله بخيريَّة هذه الأمة - إذا استقامت على شرع الله، وقامت بواجبات الأمر والنهي، فقال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (١).

وفي الحديث: «أنتم تُوفون سبعين أُمّةً، أنتم خيارُها وأكرَمُها على اللهِ»، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

وجعلها أمةً وسطًا شاهدةً على الناس بالعدل: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (٢).

وهذه الوسطية والشهادةُ على الناس ينبغي أن تُثير فينا الاعتزاز والشعور بالكرامة، والمسؤولية والتبعة في آنٍ واحد، ولا ينبغي أن يتخلف الشاهدُ عن مستوى المشهود عليه ..


(١) سورة آل عمران، الآية: ١١٠.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>