الحمد لله رب العالمين، أمر بالإحسان وأخبر أنه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمر بالرحمة وهو أرحم الراحمين، ورحمتُه وسعت كلَّ شيء.
وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله أخبر أن «الراحمين يرحمهم الرحمن»، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.
معاشر المسلمين عامة، ومعشر الشباب خاصة، كيف تتعاملون مع المسنِّ، وكيف تنظرون لكبار السنِّ؟
إن دينكم أمركم بالرعاية والإحسان، وعلمكم الأدب مع الكبار، وما أروع المجتمع يرحم الكبيرُ فيه الصغيرَ! ويوقر الصغيرُ الكبيرَ! وما أجمل الشاب يأخذ بناصية الكبير يُقبله، ويأخذ بيد الضعيف والأعمى يوجِّه مسيرته ويجنبه المزالق وآفات الطريق، وكم هو أدبٌ جميل أن يستمع الصغارُ أثناء وجود الكبار وحديثهم، يوقرونهم في الحديث ويستمعون لآرائهم ويحفظون رصيد تجاربهم في الحياة، وكم هو أدبٌ رفيع أن يُنادي الكبيرُ بأحبِّ الأسماء إليه، وأن يكنى بدل أن يسمى، وأن لا يُتقدّم قبله في الأكل والشرب والمشي .. وأجملُ من ذلك أن تُعفى زلتُه، وأن يتجاوز عن خطئه، وأن لا يؤاخذ ببعض تصرفاته .. فَللِكِبَرِ دوره، وللكبارِ نفسياتُهم وطبائعهم، وتقدير هذا وذاك من آداب الإسلام، ومن جميل المكارم ومعالي الأخلاق.
يا معشر الشباب: وبتوقير الكبار ورعاية المسنين عمومًا وبأي شكل من الأشكال تصفو الحياة، وتتحقق السعادة، ويتمثل الناسُ حالةً من البرِّ والوفاء،