للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مظاهر وملاحظات في الإجازة الصيفية (١)

[الخطبة الأولى]

الحمدُ لله يُقلِّبُ الليلَ والنهار، إن في ذلك لعبرةً لأولي الأبصار، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، كلَّ يومٍ هو في شأنٍ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه خيرُ من صَلَّى وصام وحَفِظَ الجوارح .. واستثمرَ الزمان .. اللهمَّ صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائرِ الأنبياء والمرسَلين وارضَ اللهمَّ عن الصحابةِ أجمعينَ، والتابعينَ ومن تَبِعَهم بإحسان.

أُوصِي نفسي وإياكم معاشرَ المسلمين بتقوى الله، وتلك وصيةُ الله للأولينَ وللآخرين: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} (٢).

أيها المسلمون: ونحنُ الآنَ في نهايةِ الامتحاناتِ الطلابية وعلى أبوابِ الإجازة الصيفية .. بِمَ يُفكِّر الناس؟ وما هي أمَانيُّهم، وما مخطَّطاتُهم لهذه الإجازة، وكيف يُستثمرُ الوقتُ فيها؟ ما هي الملاحظاتُ والأمورُ التي يَحسُن التنبُّهُ لها والتذكيرُ بها؟

بِمَ يُفكِّر الشبابُ .. وكيف يُخطِّط الأولياءُ، وما هي جهودُ العلماءِ والدعاةِ وطلبةِ العِلم؟ وما أثرُ المؤسساتِ التربويةِ والقطاعاتِ الحكوميةِ في حماية الفضيلةِ ومحاصرة الرذيلة، والتقليلِ من نِسَبِ الجرائمِ في كلِّ حين، ولاسيَّما في الإجازةِ حيثُ الفراغُ، والتجمُّعاتُ والسَّهَراتُ والسفرياتُ وما ينتج عنها؟

عددٌ من التساؤلاتِ تَرِدُ، وعددٌ من المسؤولياتِ تُهمَل أو تُغفَل وبكل حالٍ


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٠/ ٣/ ١٤٢٢ هـ.
(٢) سورة النساء، الآية: ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>