للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بناء العلاقات في الإسلام (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٣).

أيها المسلمون: هل نكون عاطفيين حين نقول: إن الإسلام يبني ولا يهدم، ويجمع ولا يفرق، ويؤلف ولا ينفر؟ كلا.

ولا نكون مجازفين حين نُصدر حكمًا بأن تشريعات الإسلام كلَّها تُعنى بإقامة العلاقات الإنسانية في كافة المجالات؛ الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، وفي حالات الحرب أو السلام، فضلًا عن المجالات الدينية التي ترعى هذه العلاقات وتوجِّهها.

بل يمكننا القول -مطمئنين - أن بناء العلاقات في الإسلام تتجاوز المسلمين إلى غير المسلمين، فماذا نقصد بهذه العلاقات، وعلى أي أساس تقام في الإسلام،


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٤/ ٨/ ١٤٢٠ هـ.
(٢) سورة النساء: الآية ١.
(٣) سورة المائدة: الآية ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>