للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما وسائل ذلك وصوره؟

تعالوا بنا -عباد الله - لنتعرف على هذه الحقيقة في بناء الإسلام للعلاقات.

ونستهل ذلك بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (١)، أليس في هذه الآية دعوة للتعارف والتآلف بين الناس؟ .. ولكن الآية لا تنتهي حتى تضع معيارًا للتفاضل، والقرب من الله، ذلكم معيارُ التقوى وليس شيئًا آخر.

وفي آية أخرى من كتاب الله يُحدد الإيمان أساسًا للأخوة والتعاون وإصلاح ما قد يطرأ على بناء العلاقة بين المسلمين ويقول تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (٢).

وفوق ما في هذه الآيات من إشارات لبناء العلاقات، ففيها تأكيدٌ على معلمٍ واضح من معالم بناءِ العلاقات في الإسلام؛ ألا وهو التقوى والإيمان. وفوق ما سلف تأمل قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (٣).

أيها المسلمون: ولا يقف الإسلام في بناء العلاقات بين المسلمين عند التنظير، بل يدعو إلى تطبيق ذلك في عالم الواقع.

أرأيتم السلام تحية أهل الجنة -أليس نموذجًا لبناء العلاقات، ونشر المحبة؟ يقول عليه الصلاة والسلام: «أولا أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلامَ بينكم».


(١) سورة الأنفال: الآية ١٣.
(٢) سورة الحجرات: الآية ١٠.
(٣) سورة الأنفال: الآية ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>