للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصدقة الفاضلة (١)

الحمد لله رب العالمين يدخل من يشاء في رحمته، ويظل المتقين تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، ويتفيأُ المتصدقون بظل صدقتهم يوم القيامة حتى يُقضى بين الناس، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحابته أجمعين وعن التابعين وأتباعهم إلى يوم الدين.

أما بعد: إخوة الإسلام، فاتقوا الله واخشوا يومًا توجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون.

ألا وإن من عوامل تقوى الله مداومة ذكر الله، وتلاوة كتاب الله، وإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام.

أيها المسلمون: وإذا كانت النفقة والجود والإحسان، والبر، وصلة الأرحام، تطيب في كل حال وزمان، فهي تركز وتتضاعف حسناتها في شهر رمضان، شهر الجود والإحسان.

وما دمتم في شهر القرآن فتأملوا خاشعين، وقفوا متفكرين في آيات النفقة في القرآن، والحق تبارك وتعالى يقول: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (٢) قال سعيد بن جبير: (في سبيل الله) يعني في طاعة الله، وقال مكحول: يعني من الإنفاق في الجهاد ... وقال ابن عباس: الجهاد والحج يضاعف الدرهم


(١) ٨/ ٩/ ١٤١٤ هـ.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>