للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرض الشام وجرائم النصيرية في سوريا (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ...

الشام أرض باركها الله، فيها قبلة الأنبياء، ومسرى محمد- عليهم جميعًا أفضل السلام والسلام- {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: ١].

أرض الشام- وفيها بيت المقدس- أرض المحشر والمنشر، عن ميمونة بنت سعد -مولاة النبي صلى الله عليه وسلم- قالت: قلت يا رسول الله «أفتنا في بيت المقدس، قال: أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره، قالت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: فتهدي له زيتًا يسرج فيه فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه» الحديث (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «مكة أم الخلق وفيها ابتدأت الرسالة المحمدية وأطبق نورها الأرض .. والإسلام في الزمان الأول ظهوره بالحجاز أعظم، ودلت الدلائل المذكورة على أن تلك النبوة بالشام والحشر إليها، فإلى بيت المقدس وما حوله يعود الخلق والأمر، وهناك يحشر الخلق، والإسلام في آخر الزمان يكون أظهر بالشام .. » (٣).


(١) ألقيت هذه الخطبة في ٣/ ٦/ ١٤٣٢ هـ.
(٢) رواه ابن ماجه وقال: إسناده صحيح ورجاله ثقات (١٤٠٧) ورواه غيره كأحمد وأبي داود والطبراني وصححه الألباني (الأربعون المقدسية/ ٣٨).
(٣) (الفتاوى ٢٧/ ٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>