للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها المسلمون وقد أثنى الذي لا ينطق عن الهوى على أرض الشام فقال-كما في حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه-: «طوبى للشام، طوبى للشام، قلت: ما بال الشام؟ قال: الملائكة باسطوا أجنحتها على الشام» (١).

وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه ما يؤكد أن الشام مقام الطائفة المنصورة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس» قال معاذ بن جبل «وهم أهل الشام» (٢).

وفي تحديد أكثر لدمشق وما حوله قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، أو على أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة» (٣).

إخوة الإسلام يطول بنا الحديث لو ذهبنا نستقصي فضائل الشام ونصرة أهلها المؤمنين فهي «خيرة الله من أرضه» و «يجتبى إليها خيرته من عباده» «وفسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام» (٤).

وبرغم أن الشام لم تفتح في زمن النبوة، فقد طرقت جيوش المسلمين أرضها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم في (سرية مؤتة) ثم اقترب منها النبي صلى الله عليه وسلم في «غزوة تبوك» حتى إذا


(١) رواه أحمد، والترمذي، والطبراني وابن حبان، والبيهقي بإسناد حسن (جامع الأصول ٩/ ٣٥٠، الأربعون المقدسية/ ٥٤).
(٢) (البخاري ٣٦٤١، ٧٤٦٠، ومسلم ١٩٢٣، ١٧٤، ورواه غيرهما).
(٣) رواه أبو يعلى في المسند، وقال الهيثمي في مجمعه رجاله ثقات .. ورواه غيره والحديث صحيح (الأربعون المقدسية/ ٥١).
(٤) «والملائكة باسطة أجنحتها على الشام» (انظر في ذلك: جامع الأصول ٩/ ٣٥٠ - ٣٥٢، الأربعون المقدسية/ ٢٩، ٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>