الحمد لله رب العالمين، شرع الشرائع، وسن الأديان، وأنزل الكتب، وأرسل المرسلين، والتقت الأديان السماوية في التوحيد والعبودية لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله هو أعلم بما كان وما يكون، وله الحكم في الأولى والآخرة، وهو الغفور الرحيم.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أكمل الله به الدين، وختم به الرسالات والمرسلين، وكانت بعثته إلى الناس أجمعين، حتى يوم الدين.
اللهم صل وسلم عليه وعلى إخوانه من النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد أيها المسلمون، فاتقوا الله وراقبوه وتأملوا في حقيقة دينكم، واعبدوا الله على بصيرة، فلم يعد هناك فرصة للجهل أو للتقليد في أحكام الدين.
إخوة الإسلام، والمتأمل في فريضة الحج في أعماق الزمن يرى عجبًا ويزداد إيمانًا، ويحس بترابط الأديان، والصلة بين الأنبياء والمرسلين، على الرغم من تباعد الأزمان واختلاف الأقوام والأوطان، ويحس كذلك بأن العبادة لله عميقة الجذور قديمة التاريخ والإنسان.
وفريضة الحج- التي تقترب أيامه ونعيش الآن في أحد شهوره -نموذج لهذا