للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المغتصبون (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن أصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين: {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} (٢).

أيها المسلمون! في سبيل تحقيق الذات وانتصار المبادئ والانتقال من الذُّل والعبودية إلى العزة والتمكين، لابد من عقيدة ينطلق المرءُ من تعاليمها، ولابد من قوة تحمي هذه العقيدة وتُهيء الطريق لها، وعلى قدر توفر القوتين الروحية والمادية تكون الغلبة، ويأذن الله بالتمكين {إن تنصروا الله ينصركم} {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة .. }.

وعالم اليوم، بل وعالم الأمس، وغدا .. عالم صراع الحضارات بمقوماتها المادية والمعنوية. إذ فهم اليهود والنصارى هذه الحقائق أكثر من فهم المسلمين لها، فأشادوا بناءهم الحضاري المادي على أحدث وسائل العلم والتقنية، ولم ينسوا الاعتماد على كتبهم المقدسة -وإن كانت محرفة- في حربهم للمسلمين.


(١) ألقيت هذه الخطبة في يوم الجمعة الموافق ١٣/ ٥/ ١٤١٩ هـ.
(٢) سورة الحشر، الآية: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>