للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطة الثانية]

الحمد لله صاحب الفضل والنعم والإحسان، أحمده تعالى وأشكره ولا نحصي ثناءً عليه .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلاهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بعثه الله للناس مبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا .. اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر إخوانه من النبيين والمرسلين ..

إخوة الإسلام .. وليست محبة الله دعاوى تجوز على كل لسان، أو أماني وظنون يوصف بها كل إنسان، وإن كان فضل الله واسعًا لا يستطيع حجره كائنٌ من كان ولكن الدعاوى تصدقها الأعمال أو تكذبها.

ومن براهين المحبة الصادقة لله اتباع شرع الله والرضا به والتسليم دون حرج أو تململ، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر به أو نهى، وفيما أحبت النفس أو كرهت.

قال تعالى- وقوله الفصل- {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (١).

قال ابن كثير يرحمه الله: هذه الآية حاكمةٌ على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي، والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله (٢). فإذا حصل الموجب الحقيقي للمحبة بالاتباع، كانت المحبة، بل كان ما هو أعظم منها، وهو محبة


(١) سورة آل عمران، آية ٣١٠.
(٢) تفسير ابن كثير ١/ ٥٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>