للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النصر والتمكين في يوم عاشوراء (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمد ونستعينه ..

أما بعد إخوة الإسلام فإن ثوبي الكبرياء والعظمة لله لا ينبغي لأحد من البشر مهما كان أن ينازع فيهما، قال الله تعالى في الحديث القدسي «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار» (٢) والظلم مرتعه وخيم، والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله تلك معان وحقائق يعرضها علينا القرآن في أكثر من مشهد وغير واحد من المواقف والقصص في أخبار السابقين، ولكنها تتجلى بشكل واضح، ويزداد تكرارها في القرآن في قصة موسى عليه السلام وفرعون اللعين، بشكل ملفت للنظر لمن تمعن في قصص القرآن، فلماذا يكثر ذكر قصة موسى عليه السلام مع فرعون في القرآن؟

وقد أجاب أهل التفسير عن ذلك بأنها من أعجب القصص، أما وجه العجب فقالوا: إن فرعون حذر من موسى كل الحذر فسخره الله أن ربى هذا الذي يحذر منه على فراشه ومائدته بمنزلة الولد، ثم ترعرع وعقد الله له سببًا أخرجه من بين أظهرهم، ورزقه النبوة والرسالة والتكليم، وبعثه الله إليه ليدعوه إلى الله تعالى ليعبده ويرجع إليه، هذا مع ما كان عليه فرعون من عظمة الملك والسلطان، فجاءه برسالة الله وليس له وزير سوى أخيه هارون عليه السلام، فتمرد فرعون واستكبر وأخذته الحمية والنفس الخبيثة الأبية وركب رأسه وتولى بركنه وادعى ما ليس له


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٨/ ١/ ١٤١٥ هـ.
(٢) رواه مسلم وأبو داود- جامع الأصول ١٠/ ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>