للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرأة في الإسلام (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله الذي جعل الظلماتِ والنورَ ثم الذين كفروا بربهم يعدلون وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كل شيء هالكٌ إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وارض اللهم عن أصحابه وآله وأزواجه أمهاتِ المؤمنين، ومن تبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد فاتقوا الله معاشر المسلمين والمسلمات فتلك وصية الله لكم ولمن سبقكم {وَللَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا} (٢).

أيها الإخوة المؤمنون لا عجبَ أن يكثر الحديث عن المرأة، فهي تمثل نصف المجتمع أو تزيد، وهي الأم والبنت والزوج والأخت هي قمة شماء وصخرة صماء إذا صلحت واستقامت تحطمت على أسوارها المنيعة مكائد الكائدين، وهي نافذة واسعة، وبوابة مشرعة للفساد إذا خلص إليها المغرضون، أمر الله لها بحسن العشرة في محكم التنزيل فقال {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (٣). وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بهن


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٠/ ٤/ ١٤١٦ هـ.
(٢) سورة النساء: آية: ١٣١.
(٣) سورة النساء، آية: ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>