الحمد لله ربِّ العالمين خلق فسوى وقدَّر فهدى، وإليه المنُتهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدهُ ورسوله، ترك الأمة على المحجة البيضاء، لا يزيغ عنها إلا هالك، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.
إخوة الإسلام ولا غرابة أن يوجِّه الإسلامُ عنايته بالمرأة تكريمًا وتحذيرًا، فهنَّ شقائقُ الرجال، وهي - كما يقال - نصفُ المجتمع، وإذا قامت بدورها المطلوب في الرعاية، فهي تتشكل مع المجتمع كلِّه، وربما بالغ بعضُهم فقال: إذا وجهت رجلًا فإنما توجه فردًا، وإذا وجهت امرأةً فإنما توجه أسرة.
وبكلّ حال، فلا ينبغي للمرأة المسلمة أن تكون في مهبِّ الرياح ..
يأخذ بناصيتها كلُّ ناعق وناعقة، بل عليها أن تستشعر العزة بإيمانها، وأن تعضَّ بالنواجذِ على إسلامها وقيَمِها، وينبغي ألا تُنيب الخيِّرين في الدفاع عن أصالتها وإبطالِ كيدِ الكائدين لها، وفضح المحاولاتِ العابثة لطمس هويتها، وجعلها رقمًا هامشيًا، تابعًا للمرأة الغربية في مسيرتها! حتى ولو كانت النهاية جُحرَ الضبِّ الخَرِبِ، ولا ينبغي لها كذلك أن تتيح الفرصة للأشرار للتقوّل عليها.
أيتها المرأة المسلمةُ! وهناك وسائل كثيرة لإسهام المرأة في الدعوة والإصلاح، وأعرض نماذج للتذكير لا الحصر، منها: أن تتواصل المرأةُ المسلمةُ مع القضايا المحيطة بها، من خلال القراءة النافعة، والوعي بالواقع، وبالطرق المشروعة. وثمةَ مجلاَّتٌ إسلامية نافعة، ومطويات مفيدة، وأشرطةٌ حافلة بالمفيد. وهذه وتلك لا ينبغي الزهدُ فيها، بل المشاركةُ فيها قراءةً وكتابةً ودعمًا وتشجيعًا. وفي