للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موعظة واستدامة الطاعة (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله خلق الموت والحياة ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحاط بكل شيءٍ علمًا، وأحصى كلَّ شيءٍ عددًا، لا يعزب عنه مثقالُ ذرةٍ في السماوات ولا في الأرض، كلٌّ في كتاب مبين.

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، بعثه الله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، فبلَّغ البلاغ المبين، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين.

اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين، وارض اللهم عن أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (٢).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (٣).

عباد الله: ما حالُ تقوى الله بعد شهر التقوى؟ وما الذي خلَّفه في نفوسنا شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن؟ إن العهد بشهر رمضان قريبٌ، فهل لا تزال المساجدُ تمتلئُ بالمصلين كما كانت كذلك في شهر رمضان؟ وهل استمرَّت الصلةُ بكتاب


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٢/ ١٠/ ١٤٢٠ هـ.
(٢) سورة التوبة، الآية: ١١٩.
(٣) سورة لقمان، الآية: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>