للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أثر القرآن الكريم (١)

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره .. أما بعد فاتقوا الله معاشر المسلمين، وتمسّكوا بحبله المتين، واستقيموا على صراطه المستقيم.

ألا وإن القلوب تصدأ وجلاؤها القرآن الكريم، والقرآن هو النبع الحقيقي الذي لا ينضب، وهو الدستور الذي يحق للأمة المسلمة أن تفاخر به في الوقت الذي تساق فيه الأمم والشعوب الأخرى سوقًا إلى الدساتير الوضعية والقوانين البشرية.

القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة لهذا الدين، وهو الكتاب الحكم الذي أنزل على النبي الكريم، وإذا كان الأنبياء السابقون عليهم السلام قد أوتوا من المعجزات ما آمن عليه البشر في وقتهم ثم انتهت هذه المعجزات بموتهم وفناء أقوامهم، فإن الذي أُوْتيه محمد صلى الله عليه وسلم ظلَّ وسيظلّ معجزة يدركها اللاحقون بعد السابقين، ويراها المتأخرون كما رآها المتقدمون .... وتلك- وربِّي- معجزة تتناسب وطبيعة هذا الدين الذي أراد الله له أن يكون آخر الأديان، وتتناسب مع القرآن الذي أراد الله أن يكون آخر كتاب ينزل من السماء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك كله «ما من الأنبياء نبيٍ إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة» (٢).

لقد نزل القرآن في أمةٍ تتباهى بالفصاحة والبيان، وتفاخر بالبلاغة وجزل الكلام، تعقد لها الاجتماعات، ويجتمع في الأسواق والمناسبات فحول


(١) في ٨/ ٦/ ١٤١٢ هـ.
(٢) الحديث أخرجه مسلم ج ١/ ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>