للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسبة والمحتسب (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر أنبياء الله ورسله، وارضَ اللهم عن أصحابه أجمعين وتابعيهم والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (٣).

عبادَ الله: ثبت من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة متممةٌ لسبعين أُمة قبلها ... وهي خيرُها: «أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرُها وأكرمها على الله عزّ وجلّ».

ولكن هذه الخيرية بشروط ومواصفات، والأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر في مقدمتها، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ... } الآية (٤).


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٢/ ٦/ ١٤١٩ هـ.
(٢) سورة الحشر، الآية: ١٨.
(٣) سورة الأحزاب، الآيتان: ٧٠، ٧١.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>