للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله يستحق الحمد والثناء والصلاة والسلام على النبي المجتبى ورضي الله عن صحابته النجباء. . .

سؤال مهم ووقفة متأنية

لماذا الطعن بمعاوية أكثر من غيره؟ لأن ذلك مدخل إلى غيره من الصحابة

قال الربيع بن نافع: معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه (١).

يعني: من المهاجرين والأنصار، وساقه ذلك إلى جحد الكتاب وتكذيب السنة والطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم (٢).

وقد كان أئمة السلف رحمهم الله يقولون: معاوية (من فقه السلف) رضي الله عنه بمنزلة حلقة الباب، من حركه اتهمناه على من فوقه (٣).

ومما يشهد لذلك ويؤكده: ما نقله الخطيب البغدادي (٤) من طريق الزبير بن أبي بكر، حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال: حدثني أبي عبد الله بن مصعب قال: قال لي أمير المؤمنين (المهدي) يا أبا بكر: ما نقول فيمن ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت زنادقة، قال: ما سمعت أحدًا قال هذا قبلك، قال قلت: هم أرادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. بنقص، فلم يجدوا أحدًا من الأئمة يتابعهم على ذلك فتنقصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء، وهؤلاء عند أبناء هؤلاء، فكأنهم


(١) (تاريخ دمشق لابن عساكر ٥٩/ ٢٠٩ عن سليمان العلوان/ ٢٨ الاستنفار للذب عن الصحابة الأخيار).
(٢) (العلوان/ ٢٨).
(٣) (ابن عساكر: تاريخ دمشق ٥٩/ ٢١٠).
(٤) في (تاريخه ١٠/ ١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>