للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطبةُ الثانيةُ:

إخوةَ الإسلامِ: ثَمَّةَ أمورٌ تُقلِّلُ منْ أجرِ الصَّلاةِ أو تُبطلُها، وثمَّةَ أخطاءٌ في أداءِ الصَّلاةِ ينبغي التنبهُ لها والتنبيهُ عليها.

١ - فالطهارةُ مفتاحُ الصلاةِ وهي شرطٌ عظيمٌ للصلاةِ، وكم يتهاونُ بعضُ المسلمينَ بشأنِ الطهارةِ، إنْ تفريطًا يؤدِّي إلى الإخلالِ بواجباتِ الوضوءِ ومكمِّلات الطهارةِ، أو إفراطًا يصلُ إلى حدِّ الوسْوَسَةِ المنهيِّ عنْها.

٢ - وسترُ العورةِ شرطٌ من شروطِ الصلاةِ .. وكذلكَ يتهاونُ نفرٌ مِنَ المسلمينَ في سَتْرِ عورتِهِمْ منْ لبسِ الثيابِ الشفَّافةِ أو الضيِّقة والسراويلِ القصيرةِ، حتى يبان شيءٌ من العورةِ؛ والعورةُ من السُّرة إلى الركبةِ، فاحفظوا عَوْراتِكُمْ دائمًا، وإياكُمْ والتهاونَ بها في الصلاةِ مُطلَقًا.

٣ - تسويةُ الصفوفِ تلك التي استهانَ بها بعضُ المصلينَ- هداهُمُ اللهُ- وقد وردَ التشديدُ في ذلكَ حتى قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: «لَتُسَوُّنَّ صفوفَكُمْ أو لَيُخالِفَنَّ اللهُ بينَ وجوهَكُمْ» متفقٌ عليه.

وفي حديثٍ آخرَ: «إنَّ اللَه لا ينظرُ للصّفِّ الأعْوَجِ».

٤ - الإخلالُ بشيءٍ منْ أركانِ الصلاةِ .. ولا سيَّما (الطمأنينةُ) التي تَساهلَ بها عددٌ من المصلينَ إذْ تراهُ يَنْقُرُ الصلاةَ نَقْرَ الغُرابِ- لا يعقلُ ما يقولُ ويقرأُ- وأنَّى لهذا منّ الطمأنينةِ والخشوع- وهي لبُّ الصلاةِ- لقدْ قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم للمُسيءِ في صلاتِهِ «ارجعْ فصلِّ فإنَّكَ لمْ تُصلِّ». وأبصرَ أحَدُ السلفِ رجلًا لا يطمئنُّ ولا يُحسنُ صلاتَهُ، فقالَ: منذُ كمْ وأنتَ تُصلي هذه الصلاةَ؟ فأجابَ الرجلُ: منذُ ستينَ سَنةً، فقالَ لهُ الصحابيُّ: منذُ ستينَ سنةً وأنتَ لمْ تُصَلِّ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>