للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من معاني الحج، وتعميم منع المرأة من العملِ مع الرجال (١)

[الخطبة الأولى]

الحمدُ لله ربِّ العالمين، مَنَّ على عبادِه بمواسمِ الخيراتِ ما يرفعُ لهم به الدرجاتِ، ويكفرُ عنهم السيئاتِ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، قضى بقصرِ هذه الحياةِ الدنيا وجعلها متاعًا للغَرور، وحكمَ بأن الآخرةَ هي الحيوانُ لو كانوا يعلمون، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه وخيرتُه من خلقِه، قضى حياتَه جهادًا وعبوديةً ودعوةً حتى أتاه اليقينُ، اللهمّ صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسَلين، وارضَ اللهم عن أصحابهِ أجمعين، والتابعينَ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (٢).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (٣).

عبادَ الله: خصّ اللهُ أقوامًا بفضله فهم دائمونَ على طاعتِه، مستثمرونَ لفرصِ الخيرِ، مسارعونَ إلى مغفرتِه، وأولئك ينتقلون من طاعةٍ إلى أخرى وما أن ينتهي موسمٌ للطاعةِ إلا ويستقبلونَ بالعزيمةِ والبشرى موسمًا آخر .. وهكذا تَعظمُ


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٢/ ١١/ ١٤٢١ هـ.
(٢) سورة الحجرات، الآية: ١٣.
(٣) سورة النساء، الآية: ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>