للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك الصادقُ المصدوقُ صلى الله عليه وسلم (١).

ومع هذا الجهادِ والشهادةِ والمناقبِ العظمى .. لم يَسلمْ سعدٌ رضي الله عنه من ضمَّة القبر .. تلكَ التي لا ينجو منها أحد، قال جابر رضي الله عنه: جلس النبيُّ صلى الله عليه وسلم على قبر سعدٍ وهو يُدفنُ فقال: «سبحانَ الله! » مرتين، فسبحَ القومُ، ثم قال: «اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ» فكبَّروا، ثم قال: «عجبتُ لهذا العبدِ الصالحِ شُدِّدَ عليه في قبرِه حتى كان هذا حينَ فُرِّجَ عنه» (٢).

ما أعظمَ الهوَل يا عبدَ الله: وإذا لم يَسلمْ سعدٌ من أهوالِ القيامةِ وهوَ بعدُ في أوّلِ منازلها .. فكيف الحالُ بعَرَصاتِ القيامة .. وكيف الحالُ بمن هم دون سعدٍ بمراحلَ، رُحماكَ ربي ما أشدَّ الهولَ! وأعظمَ المطَّلعَ! حتى تبيضَّ مفارقُ الولدان، وتضعُ الحواملُ حملَها وترى الناسَ سكارى وما هم بسكارى، ألا فاتخذوا عبادَ الله لهذا اليومِ أُهبته؛ فهناكَ يفرُّ المرءُ من أخيهِ وأمِّه وأبيه، وصاحبتِه وبنيه، لكل امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يُغنيه.

رضيَ اللهُ عنكَ يا سعد وحشرنا معك، وأعاننا على ما أعانك عليه.


(١) صحح إسناده الذهبي في «السير» ١/ ٢٩٣.
(٢) أخرجه أحمد، والحاكم في «مستدركه» ٣/ ٢٠٦ وصححه، ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>