للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطبةُ الثانية:

الحمد لله فارج الكربات مغيث اللهفات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمر بالعدل والقسط والإحسان، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي والعدوان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قال وهو الصادق الأمين: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» (١).

اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

إخوة الإيمان: وإذا أردتم أن تدركوا حجم المأساة والظلم التي تلحق بالمستضعفين من المسلمين، فانظروا كيف يعامل مجرمو الحرب من اليهود والنصارى، وكيف يحاكمون وماذا ثبت عليهم من العقوبات الواقعية لا مجرد الأحكام الصورية .. وبين معاملة المسلمين الواقعين في أسر اليهود والنصارى؟ !

ألا بواكي للمسلمين؟ أين صوت العلماء؟ أين شهامة الأمراء؟ أين رجالات الإعلام؟ أين أصحاب الأموال، وأين عوام المسلمين وخواصهم من الدعاء؟

وفي سيرة محمد صلى الله عليه وسلم دعوة للدعاء للأسرى ومن وقع من المسلمين تحت طائلة فتنة الكافرين وعلى من قتل أحدا من المسلمين، وفي «صحيح البخاري» باب الدعاء على المشركين، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قال: «سمع الله لمن حمده» في الركعة الآخرة من صلاة العشاء قنت: «اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم


(١) رواه مسلم صحيح الجامع ٥/ ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>